فنتيك جيت: خاص
قال رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور إن النجاح الاقتصادي اللافت الذي تحققه دول الخليج، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، لا يعود ببساطة إلى كونها دولاً نفطية كما يظن البعض، بل إلى منظومة متكاملة من الرؤية، والإدارة، والانضباط، والقيادة الواعية.
سؤالاً محورياً
وأضاف الحبتور، في تعليق له على أحد البرامج الاقتصادية التي شاهدها على قناة عالمية، أن سؤالاً محورياً تبادر إلى ذهنه: لماذا تنجح اقتصادات الخليج وتتعثّر اقتصادات عربية أخرى؟. وتابع قائلًا: “الإجابة ليست في النفط، فهناك دول عربية نفطية لم تنجح اقتصاديًا، وأخرى غير نفطية تفوقت بأشواط. الحقيقة أن النجاح لا يُبنى بالعشوائية ولا بالشعارات، بل بالرؤية، والانضباط، والإدارة الفعالة.”
التجربة الخليجية
وأكد الحبتور أن التجربة الخليجية، وتحديدًا تجربة الإمارات، قدّمت نموذجًا يُحتذى في إدارة الموارد وبناء الإنسان، مشيرًا إلى أن جوهر النجاح في الخليج يعتمد على عدة مرتكزات أساسية، منها:
1. قيادة واعية تمتلك رؤية استراتيجية طموحة، وتدير الاقتصاد بعقلية علمية، لا عاطفية ولا ارتجالية.
2. استقرار سياسي وأمني يعزز ثقة المستثمرين ويخلق بيئة جاذبة للأعمال.
3. بنية اقتصادية مرنة ومحفّزة، تقوم على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتضمن الشفافية وسهولة الإجراءات.
4. مكافحة الفساد وترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة، بما يعزز الثقة المحلية والدولية.
5. الاستثمار في الإنسان، من خلال التعليم والرعاية الصحية والسكن والتأهيل المهني، وهو ما نعتبره في الإمارات أعظم استثمار.
وأشار إلى أن الإمارات تضع المواطن في قلب أولوياتها، حيث توفر الدولة التعليم المجاني داخل البلاد وخارجها، والرعاية الطبية الشاملة، إضافة إلى دعم الشباب في الزواج وتأمين السكن، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن بناء الإنسان هو أساس بناء الوطن.
وفي المقابل، انتقد الحبتور ما وصفه بالاختلالات البنيوية التي تعاني منها العديد من الدول العربية الأخرى، مشيرًا إلى أن:
“غياب الاستقرار، وتفشي الفساد، وضعف التخطيط، والبيروقراطية القاتلة، كلها عوامل تضعف الاقتصاد وتطرد الاستثمارات”.
وختم الحبتور حديثه برسالة إلي الدول العربية قائلا:
“الدول غير النفطية قادرة على تحقيق نجاحات كبرى بل وقد تتفوق، إن توفرت الإرادة الصادقة، والقيادة الحكيمة، والرؤية الواضحة، والشفافية الكاملة. نحن العرب نملك كل المقومات، ونستطيع أن نصنع مستقبلاً مشرقًا لأبنائنا، فقط إذا قررنا أن نغيّر”.
اقرأ ايضا:
