فنتيك جيت: أحمد منصور
في مشهد بدا وكأنه مقتطع من المستقبل، شهدت إحدى المناطق الصناعية في العاصمة الصينية بكين، يوم السبت، مباراة كرة قدم غير تقليدية تمامًا، حيث تنافس فريقان من الروبوتات البشرية (Humanoid Robots) في مباراة مثيرة انتهت بنتيجة 5-3، وسط دهشة الحضور والمتابعين.
الروبوتات، التي بدت وكأنها أطفال في السابعة من العمر يترنحون على أرضية الملعب، ارتدت قمصانًا رياضية باللونين الأسود والبنفسجي، تحمل أرقامًا فردية، وخاضت شوطين مدة كل منهما 10 دقائق. لكن اللافت في التجربة لم يكن فقط الشكل، بل آلية التحكم: لم يكن هناك مدربون يصرخون على الخطوط الجانبية، بل تولّت خوارزميات الذكاء الاصطناعي المدمجة داخل كل روبوت إدارة تحركات اللاعبين واتخاذ قراراتهم.
اللاعبون لم يتلقوا أي توجيهات مباشرة من البشر، بل اعتمدوا على تقنيات رؤية حاسوبية واستشعار ذاتي وقدرة على اتخاذ القرار الفوري، ما منحهم قدرة على المراوغة، التمرير، بل وحتى الاحتفال – ولو بحركات آلية غير متزنة.
ورغم أن حركات الروبوتات بدت في أحيان كثيرة متعثرة وكوميدية، فإن التجربة تمثل نقلة نوعية في تطوير الروبوتات البشرية والتكامل بين الذكاء الاصطناعي والأنظمة الفيزيائية، خاصة في ما يتعلق بالتفاعل في بيئات ديناميكية وغير متوقعة مثل مباريات كرة القدم.
وتأتي هذه التجربة في وقت تتسابق فيه كبرى الشركات والمؤسسات البحثية حول العالم – وفي مقدمتها الصين – لتطوير روبوتات شبيهة بالبشر يمكنها أداء وظائف متعددة، من الصناعة والرعاية الصحية إلى الحروب والرياضة.
وقد أشاد خبراء الذكاء الاصطناعي بالحدث باعتباره خطوة مهمة على طريق دمج قدرات التخطيط الحركي مع الإدراك الآني وصنع القرار الذاتي في الروبوتات، وهو ما يُعد أحد أعقد التحديات في هذا المجال.
وبينما لا تزال الطريق طويلة قبل أن نرى “ميسي آلي” أو “رونالدو روبوت”، فإن مباراة السبت في بكين أثبتت أن الخيال العلمي بات يقترب خطوة أخرى من الواقع.
اقرأ ايضا:
«هونر» الصينية تستثمر 10 مليارات دولار في الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية
شركة «Apptronik» الأمريكية تجمع 350 مليون دولار لتوسيع إنتاج الروبوتات البشرية
