فينتك جيت: مصطفى عيد
في خطوة تؤكد طموحاتها التكنولوجية رغم العقوبات، أعلنت شركة «Huawei» الصينية أن رقاقاتها لا تزال متأخرة بجيل واحد فقط عن نظيراتها الأمريكية، لكنها تعتمد على حلول مبتكرة لتعويض هذا الفارق، أبرزها تقنيات الحوسبة العنقودية، بحسب ما صرّح به المؤسس والرئيس التنفيذي «رن تشنغفي» لصحيفة «People’s Daily» الحكومية الصينية.
وأضاف «رن» أن «Huawei» تستثمر ما يصل إلى 180 مليار يوان (نحو 25 مليار دولار) سنويًا في البحث والتطوير، مع تركيز متزايد على ما يُعرف بـ”الرقائق المركبة”، والتي تُصنع من عناصر متعددة بهدف تحسين الأداء والمرونة.
ورغم استمرار القيود الأمريكية الصارمة منذ 2019، والتي تمنع «Huawei» وشركات صينية أخرى من الوصول إلى الرقائق المتقدمة ومعدات تصنيعها، أشار «رن» إلى أن الشركة لا ترى سببًا للقلق حاليًا، موضحًا: «نعتمد على الرياضيات لتعويض القيود الفيزيائية، وعلى الحوسبة العنقودية لتعويض تأخر الرقاقة الواحدة. البرمجيات لم تعد عنق زجاجة بالنسبة لنا».
الحوسبة العنقودية، التي تعني تشغيل عدد من الحواسيب كوحدة واحدة، تمثل ركيزة أساسية في توجه «Huawei» الجديد، حيث تتجاوز من خلالها حدود قانون مور في تطوير الرقائق.
وأكد «رن» أن الشركة لا ترى نفسها “عظيمة” كما تصوّرها الولايات المتحدة، قائلًا: «نحن واحدة من العديد من شركات الرقائق الصينية. لقد بالغت الولايات المتحدة في تقييم إنجازاتنا».
ورغم ذلك، أصبحت «Huawei» منافسًا قويًا لشركة «Nvidia» الأمريكية داخل الصين، خاصة بعد إطلاق سلسلة رقائق «Ascend» للذكاء الاصطناعي. وفي أبريل الماضي، كشفت الشركة عن نظام «AI CloudMatrix 384»، الذي يضم 384 شريحة «Ascend 910C» مترابطة ضمن بنية عنقودية، تتيح تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بكفاءة فائقة.
وأشارت تقارير تحليلية إلى أن هذا النظام يتفوق على نظام «GB200 NVL72» من «Nvidia» في بعض المعايير، مما يؤكد امتلاك الصين قدرات أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة تضاهي وربما تتفوق على نظيرتها الأمريكية.
وفي الوقت الذي تُمنع فيه «Nvidia» من تصدير أحدث شرائحها إلى السوق الصينية بموجب قرارات وزارة التجارة الأمريكية، تسعى «Huawei» لتعزيز حصتها داخل الصين عبر تقديم بدائل قوية محليًا.
ورغم أن رقائق «Nvidia» لا تزال الأقوى عالميًا، إلا أن المنع من السوق الصيني يمنح «Huawei» فرصة ذهبية لتوسيع حضورها محليًا، وهو ما قد يغير موازين المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.
وأوضح «رن» في ختام تصريحاته أن ثلث ميزانية البحث والتطوير لدى «Huawei» يُخصص للأبحاث النظرية، بينما يُستخدم الباقي في تطوير المنتجات.
الخطوة تعكس بوضوح سعي «Huawei» للابتكار الذكي واستثمار القيود المفروضة عليها كفرصة لتعزيز استقلالها التكنولوجي وتعزيز قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي المتقدم.
اقرأ ايضا:
«هواوي» تستضيف قمة «هواوي كلاود للتكنولوجيا المالية مصر 2025»
