فنتيك جيت: محمد بدوي
ذكر تقرير حديث لبنك HSBC أن أسواق رأس المال في دبي تلعب دوراً محورياً في تحقيق طموح الإمارة في أن تصبح من ضمن أفضل المراكز المالية العالمية الأربعة، حيث أصبحت مشاركة المستثمرين الأجانب سمة مميزة لنشاط السوق. ولقد تم كشف النقاب عن تقرير “استراتيجية التوسع: خطة دبي لتنمية سوق رأس المال” خلال قمة أسواق رأس المال لعام 2025″ التي يستضيفها سوق دبي المالي حيث يسلط التقرير الضوء على كيف يمكن للتدويل السريع لأسواق الأسهم والسندات، إلى جانب برامج الإصلاح الهيكلية الشاملة، أن يُقرّب دبي من الوصول إلى هدفها المتمثل في أن تُصبح من ضمن المراكز المالية الأفضل في العالم، كما هو موضح في رؤية دبي الاقتصادية لعام 2033.
ولقد صُمم هذا التحليل المتعمق، الذي أُجري بالشراكة مع سوق دبي المالي (DFM)، ليكون دليلاً للمستثمرين الجدد الذين يدخلون السوق.
وتعليقاً على ذلك، قال محمد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لبنك HSBC الشرق الأوسط المحدود في الإمارات العربية المتحدة: “إن وتيرة التغيير الهائلة التي تُحرك نمو أسواق رأس المال في دبي تتطلب توجيهات متسقة وواضحة للمستثمرين الجدد، لا سيما مع التدفقات المتسارعة لرؤوس الأموال المؤسسية من مختلف القطاعات الاستثمارية، والتي تسعى إلى استكشاف الفرص الديناميكية المتاحة في المنطقة والاستفادة منها. ومن شأن هذا الدليل أن يساعد جهات الإصدار والمستثمرين الجدد على فهم كيف أن انفتاح دبي على رؤوس الأموال العالمية والمهارات، وبنيتها التحتية المتطورة، والابتكار، كلها عوامل تُسهم في خلق الفرص.”
كما يستكشف التقرير توسع أسواق رأس المال في دبي وعالميتهاا، بما في ذلك التحسينات المحتملة لتدفقات الصفقات والسيولة النقدية في السوق الثانوية، والمبادرات التكنولوجية لتعزيز منظومة التمويل:
– فبين عامي 2016 و2024، قدّم سوق دبي المالي للمستثمرين عوائد أعلى من مؤشر MSCI للأسواق الناشئة الأوسع، محققاً بذلك عائداً سنوياً بالدولار الأمريكي بلغ 4.9% مقارنةً بـ 2.8% لمؤشر الأسواق الناشئة الأوسع.
– استحوذ المستثمرون الأجانب على نصف إجمالي التداولات في سوق دبي المالي في نهاية عام 2024، ومثلوا 85% من إجمالي المستثمرين المسجلين في السوق في العام نفسه، مما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها دبي على المستوى العالمي.
– وفي عام 2024، ارتفع عدد مدراء الثروات والأصول العاملين في مركز دبي المالي العالمي بنسبة 16% على أساس سنوي ليصلوا إلى 410 مديراً، بما في ذلك 75 مديراً لصناديق التحوط الاستثماري، و48 منهم يقومون بإدارة أصول تزيد قيمتها عن واحد مليار دولار أمريكي، مما يؤكد تغيّر شكل المستثمرين الدوليين.
– وفي عام 2024، استحوذت دبي على 2.2% من حجم عمليات الاكتتاب العالمية العامة للطرح الأولي، واستضافت عملية اكتتاب لمنصة طلبات، المتخصصة في توصيل طلبات الطعام والبقالة والتجزئة عند الطلب، والتي تعتبر أكبر عملية اكتتاب عام للطرح الأولي في قطاع التكنولوجيا في العالم لهذا العام.
وعلّق سامر الدغيلي، الرئيس المشارك للخدمات المصرفية الاستثمارية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لدى بنك إتش إس بي سي قائلاً: “لقد قامت دبي بفتح آفاق جديدة أمام جهات الإصدار والمستثمرين في أسواق الأسهم والسندات. وشهدت عمليات الاكتتاب العامة للطرح الأولي إقبالاً قوياً، وغالباً ما تجاوز مستوى الأرقام القياسية، في حين أن مكانتها المتميزة كمركز رائد لأسواق سندات رأس المال تُتيح لمجموعة متنامية من جهات الإصدار خيارات شاملة لجمع التمويل بالعملتين الأجنبية والمحلية.”
ووفقاً للتقرير، لا تشهد أسواق سندات رأس مال في دبي ازدهاراً في عالم الائتمان الخاص بها فحسب، بل يمتد ليشمل العالم أجمع، مدعومةً بتوسع سوق سندات رأس مال من جهات الإصدار المحلية والدولية. وبصفتها واحدةً من أكثر أسواق سندات رأس مال تطوراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن نمو بورصة ناسداك دبي كمنصة إدراج عالمية يشجع المزيد من جهات الإصدار الدولية على استدراج المزيد من الصفقات إلى منطقة الشرق الأوسط، وخاصة من منطقة آسيا:
– إذ تتجه الشركات الصينية إلى دبي بشكل متزايد، حيث تجاوزت قيمة سنداتها المدرجة في سوق البورصة أكثر من 22 مليار دولار أمريكي في نهاية عام 2024.
– تتجلى جاذبية دبي كوجهة لإدراج السندات والأسهم في كون جهات إصدار سندات الدخل الثابت غير الإماراتية تمثل نسبة 45% من إجمالي إصدارات سندات الدخل الثابت المدرجة في سوق البورصة في عام 2024.
– كما شهد عالم الائتمان في دولة الإمارات العربية المتحدة نشاطاً ملحوظاً في عام 2024، حيث احتلت دولة الإمارات المرتبة الثالثة بين أكبر جهات إصدار سندات الدين بالدولار الأمريكي في الأسواق الناشئة (باستثناء الصين).
– كما شهد العام الماضي وصول قيمة الصكوك المدرجة في أسواق بورصة ناسداك دبي وسوق دبي المالي إلى 97.8 مليار دولار أمريكي.
– كذلك ارتفعت إصدارات الصكوك بجميع العملات بنسبة 42% على أساس سنوي لتصل إلى 4.71 مليار دولار أمريكي خلال الربع الأول من عام 2025، لتمثل نسبة 76% من إجمالي نشاط سوق سندات رأس مال في بورصة ناسداك دبي خلال تلك الفترة.
كما يستكشف التقرير سبل تطوير البنية التحتية للسوق، بما في ذلك تحويلها إلى التكنولوجيا الرقمية، التي يعتمد عليها سوق دبي المالي وبورصة ناسداك دبي لتلبية احتياجات المشاركين في السوق المحلية والإقليمية والدولية، من مختلف شرائح الأفراد والمؤسسات.
وأضاف الدغيلي قائلاً: “نحن في بنك إتش إس بي سي، نفخر بكوننا جسراً يربط رؤوس الأموال الدولية بالفرص الواعدة المتاحة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وإن تواجدنا القوي والراسخ في المنطقة، إلى جانب انتشار شبكتنا العالمية، يُمكّننا من ربط المستثمرين ببيئة الاستثمار المتطورة لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومع استمرار توجه المنطقة نحو المزيد من الانفتاح والتنويع، فإننا ملتزمون بتسهيل هذه الروابط ودعم طموحات عملائنا.”
هذا ويعتبر بنك HSBC البنك الدولي الرائد في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قاد ما نسبته 65% من إجمالي قيمة صفقات الاكتتابات العامة للطرح الأولي في الأسواق المالية الإماراتية بين عامي 2022 و2025 حتى تاريخه. وخلال عام 2024، كان بنك HSBC منسقاً عالمياً مشتركاً في اثنتين من أصل ثلاث عمليات اكتتاب عامة للطرح الأولي في سوق دبي المالي، وفتح آفاقاً جديدة للسوق من خلال تضمين آلية استقرار كجزء من برنامج باركين للخصخصة.
ويعتبر بنك HSBC الجهة الرائدة في ترتيب أسواق سندات رأس المال لجهات الإصدار في دبي على مستوى القطاع ونطاق التصنيفات الائتمانية، وهو البنك الدولي الوحيد الذي قاد جميع معاملات سوق سندات رأس مال من الحكومة الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
