فينتك جيت: مصطفي عيد
في خطوة استراتيجية تعكس قلق الأسواق العالمية من تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، أعلنت حكومة كوريا الجنوبية عن إطلاق حزمة دعم موسعة لصناعة أشباه الموصلات والرقائق الالكترونية بقيمة تصل إلى 33 تريليون وون (ما يعادل 23.25 مليار دولار)، في واحدة من أكبر خطط التحفيز التي تستهدف القطاع الحيوي في اقتصادها.
حرب الرسوم الجمركية
ويأتي هذا الإعلان في ظل تزايد حالة الغموض حول السياسات التجارية الأمريكية، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الرقائق، وهو ما دفع سول لتسريع تحركاتها لمساندة الشركات المحلية العملاقة وعلى رأسها «Samsung Electronics» و «SK Hynix».
الحزمة الجديدة التي تمثل زيادة تقارب 25% عن الخطة السابقة، تشمل رفع حجم برنامج المساعدات المالية لصناعة الرقائق إلى 20 تريليون وون، مقارنة بـ17 تريليون وون في الحزمة التي تم الكشف عنها العام الماضي.
وأكدت الحكومة الكورية أن ضخ هذه الاستثمارات الضخمة يستهدف دعم الشركات الوطنية في مواجهة تكاليف الإنتاج المتزايدة، والحفاظ على موقع كوريا كلاعب رئيسي في سوق الرقائق العالمية، خاصة في ظل احتدام المنافسة مع الشركات الصينية واتساع الفجوة في مجالات مثل تصميم الرقائق والتصنيع التعاقدي.
صادرات كوريا الجنوبية
وتكشف بيانات حكومية أن صادرات كوريا الجنوبية من أشباه الموصلات سجلت في عام 2024 نحو 141.9 مليار دولار، أي ما يمثل أكثر من 21% من إجمالي صادرات البلاد، مع توجيه حصة كبيرة منها إلى السوقين الأمريكي والصيني.
من جهته، أعلن وزير المالية الكوري Choi Sang-mok أن بلاده ستكثف مشاوراتها مع الولايات المتحدة بخصوص تحقيقات الرسوم الجمركية تحت البند 232، وذلك بهدف تقليل تداعيات أي قرارات محتملة على شركات التكنولوجيا الوطنية.
يُذكر أن قطاع الرقائق يشكل شرياناً حيوياً لاقتصاد كوريا الجنوبية، ويُعد محوراً أساسياً في المنافسة الجيوسياسية حول الذكاء الاصطناعي، السيارات الكهربائية، وشبكات الجيل الخامس، مما يجعل هذه الحزمة بمثابة درع استثماري لحماية صدارة كوريا في هذه المجالات خلال السنوات القادمة.
اقرأ أيضا:
- كوريا الجنوبية تُطلق خطة إنقاذ عاجلة بقيمة 2 مليار دولار لقطاع السيارات بعد صدمة رسوم ترامب الجمركية
- شركة «Audi» الألمانية تدرس رفع الأسعار لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية
- توقعات بتثبيت «الاحتياطي الفيدرالي» لأسعار الفائدة دون تغيير مع ترقب التوقعات الاقتصادية
