فينتك جيت:ريهام علي
تستهدف المنصة المصرية الناشئة «Nile Advanced Braking – NAB»، المنبثقة عن جامعة النيل الأهلية، إحداث تحول جذري في صناعة مكونات السيارات داخل السوق المحلي والإقليمي، من خلال تطوير أنظمة فرامل مبتكرة عالية الأداء تعتمد على خليط معدني مركب من الألومنيوم والزنك (Aluminum–Zinc Composite) وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتكون بديلًا محليًا فعالًا للمكونات المستوردة التي يعتمد عليها السوق المصري والعربي منذ سنوات طويلة.
وتُعد المنصة إحدى المشروعات الواعدة التي قدمتها جامعة النيل في جناحها المشارك ضمن فعاليات قمة تكني 2025 بالإسكندرية (Techne Summit)، حيث لاقت فكرة المشروع اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين وخبراء الصناعة المشاركين في القمة، نظرًا لطبيعتها التطبيقية وقدرتها على الربط بين البحث العلمي والهندسة الصناعية.
تطوير تكنولوجيا كبح محلية بمواد هندسية متقدمة
قال المهندس أحمد ياسر أبو الليسر، مؤسس مشروع Nile Advanced Braking في تصريحات خاصة لبوابة التكنولوجيا المالية FintecGate، إن الفكرة بدأت كمشروع جامعي بحثي يستهدف تحسين أداء بطانات الفرامل وزيادة عمرها الافتراضي، قبل أن تتحول إلى مشروع ناشئ متكامل يسعى لتوطين تكنولوجيا الكبح محليًا.
وأضاف معظم بطانات وأنظمة الكبح المستخدمة في السيارات داخل السوق المصري مستوردة بالكامل، رغم أن لدينا العقول والإمكانيات البحثية التي تؤهلنا لتصنيعها محليًا بجودة تضاهي العالمية. لذلك قررنا في NAB تطوير تركيبة جديدة قائمة على مزيج الألومنيوم والزنك، تمنح قوة تحمل أعلى ومقاومة أكبر للتآكل والحرارة، مع تقليل التكلفة التشغيلية»،
وأوضح أن المشروع يعمل على إنتاج أول Brake Pad مصري عالي الكفاءة باستخدام تكنولوجيا Powder Metallurgy، وهي تقنية تصنيع تعتمد على تحضير المواد الخام في صورة مسحوق معدني يتم خلطه ومعالجته حراريًا وضغطه وتشكيله بنسب دقيقة لتحقيق أفضل خصائص ميكانيكية ممكنة، إلى جانب استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع النماذج الأولية بدقة هندسية عالية قبل دخول مرحلة الإنتاج الصناعي.
من البحث إلى التطبيق: مرحلة التجارب الصناعية
وأشار أبو اليسر إلى أن الفريق البحثي في جامعة النيل وصل حاليًا إلى مرحلة التجارب المعملية المتقدمة (Experimental Stage) لاختيار التركيبة المثالية للمواد وضبط المعايير الحرارية والميكانيكية، تمهيدًا للوصول إلى المرحلة الرابعة من جاهزية التكنولوجيا (TRL 4)، أي مرحلة بناء النموذج الصناعي الأولي (Prototype) القابل للاختبارات الفيزيائية والميكانيكية في ظروف تشغيل حقيقية.
ونوه بأننا الآن نعمل على إعداد أول نموذج فعلي لبطانة الفرامل المصرية، ونخطط للوصول إلى البروتوتايب النهائي بحلول ديسمبر 2025. بعدها سنجري سلسلة من الاختبارات الميكانيكية والحرارية لقياس أداء المادة في ظروف الضغط والحرارة المختلفة، بهدف الوصول إلى منتج قادر على المنافسة عالميًا».
وأكد أن نسبة المكون المحلي في المشروع تجاوزت 70% حتى الآن، وهو ما يُعد إنجازًا كبيرًا لمشروع في هذه المرحلة البحثية، مضيفًا أن هدفهم هو الوصول إلى منتج مصري 100% خلال العامين المقبلين.
شراكات مع مصانع محلية ودعم أكاديمي من جامعة النيل
وحول خطة التنفيذ، أشار مؤسس المنصة إلى أن المشروع يحظى بدعم أكاديمي وتمويلي من جامعة النيل الأهلية ضمن برامجها لريادة الأعمال والابتكار الصناعي، ولم ينضم حتى الآن إلى أي حاضنة أو مسرعة أعمال خارج الجامعة، مؤكدًا أن الفريق تلقى تدريبًا في مجال ريادة الأعمال لدعم التحول من فكرة بحثية إلى كيان تجاري.
وأوضح أن المنصة وقّعت شراكات مبدئية مع عدد من المصانع المحلية المتخصصة في تصنيع بطانات الفرامل، والتي ستتولى اختبار النماذج الأولية على خطوط الإنتاج الفعلية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستكون حاسمة في تقييم الكفاءة الميدانية للمنتج قبل مرحلة الإنتاج التجاري.
وأضاف هدفنا ليس فقط التصنيع، بل بناء جسر حقيقي بين الجامعة والصناعة. بمجرد نجاح الاختبارات، سنبدأ مرحلة الإنتاج بالتعاون مع المصانع المحلية، تمهيدًا لإطلاق أول منتج تجاري منتصف عام 2026»،
خطة تسويق ذكية واستهداف مراكز الصيانة والتوكيلات
وأوضح أبو اليسر أن خطة المنصة التسويقية تستهدف توكيلات صيانة السيارات ومراكز الخدمة المعتمدة باعتبارها القنوات الأكثر تأثيرًا في اعتماد وتوزيع أنظمة الكبح الجديدة.
وأشار إلى أن دراسة أولية للسوق أظهرت أن معظم مستخدمي السيارات يعتمدون بشكل أساسي على التوكيلات في عمليات تغيير بطانات الفرامل، مما يجعلها نقطة الانطلاق المثالية لتبني المنتج المصري الجديد.
وشدد أبو اليسر نركز على تقديم منتج مصري موثوق يحقق نفس أداء المستورد وربما أفضل، مع ضمان أعلى معدلات الأمان والسلامة. رؤيتنا أن نكون أول منصة مصرية تنتج نظام كبح متكامل محليًا بتقنيات ذكية وبخامات وطنية.
اقرا ايضا:
منصة «هنبيع»المصرية الناشئة تخطط للوصول إلى 200 ألف شركة والتوسع في السوق السعودي في 2026
شركة «PayMint» المصرية الناشئة تبدأ التوسع في إفريقيا عبر «جوهانسبرج» بنهاية 2025
