فينتك جيت:وكالات
ارتفعت القيمة السوقية لشركات الرقائق العالمية بشكل ملحوظ، إذ قفزت بأكثر من 200 مليار دولار خلال جلسة تداول واحدة، في ظل موجة تدافع استثماري قوية مدفوعة بالحماس تجاه قطاع الذكاء الاصطناعي، وبدعم مباشر من تقييم شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) الأخير عند 500 مليار دولار، إلى جانب صفقات استراتيجية مع كبرى الشركات الكورية الجنوبية.
ورغم أن بعض الأصوات تحذر من فقاعة محتملة، إلا أن الزخم الاستثماري مستمر، ما يعزز التوقعات بمزيد من النمو في أسهم التكنولوجيا الآسيوية والعالمية.
طفرة في أسهم الرقائق العالمية
شهدت أسواق المال موجة صعود قوية لأسهم الرقائق مدفوعة بتزايد الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ ارتفع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات (SOX) وكذلك مؤشر الرقائق الآسيوي بشكل جماعي بأكثر من 200 مليار دولار.
أسهم شركات الرقائق الكورية الجنوبية كانت في مقدمة الرابحين.
سهم إس كيه هاينكس (SK Hynix) قفز بنسبة 10% دفعة واحدة.
سهم سامسونغ إلكترونيكس صعد بنسبة 3.5%.
مؤشر كوسبي الكوري ارتفع إلى مستوى قياسي جديد بفضل هذا الزخم.
تقييم أوبن إيه آي يشعل الحماس
كان الخبر الأبرز الذي غذّى هذه الموجة هو الإعلان عن تقييم شركة “أوبن إيه آي” عند 500 مليار دولار، وذلك في إطار صفقة بيع أسهم داخلية بين الموظفين والمستثمرين.
هذا التقييم غير المسبوق منح المستثمرين مزيداً من الثقة في مستقبل الذكاء الاصطناعي التجاري، ورفع سقف التوقعات بشأن العوائد المستقبلية.
بالتوازي، وقعت الشركة اتفاقات أولية مع شركات كورية جنوبية لتوريد الرقائق، مما زاد من حماس الأسواق. كما أشارت تقارير إلى أن إنتل تجري محادثات لضم شركة AMD كأحد عملائها الرئيسيين في مشهد يغيّر معادلة المنافسة داخل صناعة الرقائق.
تحركات سام ألتمان واتفاقات آسيوية
يواصل الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، سام ألتمان، جولة آسيوية محورية، حيث يستعد للتوجه إلى تايبيه للاجتماع مع كبار مسؤولي شركتي تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) وهون هاي بريسيجن إندستري (Hon Hai – فوكسكون).
هذه اللقاءات المرتقبة أسهمت في ارتفاع أسهم الشركتين خلال جلسات التداول الأخيرة.
الخطوة تُترجم التوجه الاستراتيجي لـ “أوبن إيه آي” نحو بناء شراكات قوية مع الموردين الآسيويين لتأمين احتياجاتها الضخمة من الرقائق.
تجاهل مخاوف الفقاعة واستمرار الزخم
رغم تصاعد المخاوف من تكوين فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي، إلا أن موجة الصعود الحالية يقودها ما يعرف بـ الخوف من تفويت الفرصة (FOMO).
هيبي تشين، المحللة في “فانتج ماركتس” بملبورن، أوضحت أن”الزخم في قطاع التكنولوجيا لا يُظهر أي بوادر فتور – وكأن قوانين الجاذبية غير موجودة – إذ يتم تهميش كافة العوامل السلبية، وكل عنوان عن الذكاء الاصطناعي يشعل موجة جديدة من الحماس.”
وأضافت: “رغم الحديث المتكرر عن فقاعة محتملة، إلا أن المحرك الأساسي حالياً هو الخوف من تفويت الفرصة، ويبدو أن هذا الزخم قادر على الاستمرار إلى أن تظهر نتائج الربع الرابع التي قد تكون لحظة واقعية للمراجعة.”
طفرة في أسواق الصين ودعم حكومي
لم تقتصر الطفرة على كوريا والولايات المتحدة فقط، بل امتدت إلى الصين حيث سجلت شركات التكنولوجيا هناك مكاسب قوية مدعومة باعلان الحكومة الصينية أعلنت عن تعزيز الدعم الرسمي لتطوير الذكاء الاصطناعي وقيام شركة علي بابا كشفت عن خطط لزيادة إنفاقها على مشاريع الذكاء الاصطناعي فضلا عن اطلاق هواوي أطلقت رؤيتها الاستراتيجية لثلاث سنوات تستهدف تقويض هيمنة “إنفيديا” في سوق الرقائق.
نتيجة لذلك، ارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا منذ بداية العام بنسبة تقارب 50%.
تقييمات مرتفعة ومخاوف مستقبلية
الارتفاع الكبير في الأسعار رفع تقييمات شركات الرقائق إلى مستويات مثيرة للجدل:
مؤشر الرقائق الآسيوي يتداول حالياً عند مضاعف ربحية يبلغ نحو 19 مرة للأرباح المستقبلية المتوقعة.
بينما وصل مؤشر SOX الأميركي إلى مضاعف ربحية 27 مرة، مقترباً من أعلى مستوياته القياسية المسجلة في 2024.
هذا الوضع دفع بعض المؤسسات المالية إلى التحذير:
جيه بي مورغان لإدارة الأصول نبهت إلى أن أي تراجع في أرباح عمالقة التكنولوجيا قد يؤدي إلى موجة بيع عنيفة، في ظل التقييمات المبالغ فيها.
وجاء التحذير بالتذكير بانهيار الأسواق في أبريل الماضي حين أدت نتائج ضعيفة إلى موجة بيع مشابهة.
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم الاقتصاد العالمي
منذ إطلاق “تشات جي بي تي”، أصبح الذكاء الاصطناعي الحديث المحرك الأهم لأسواق المال العالمية.
المستثمرون ضخوا رؤوس أموال ضخمة في شركات البنية التحتية مثل إنفيديا وإس كيه هاينكس.
ارتفعت تقييمات شركات ناشئة مثل أوبن إيه آي وأنثروبيك.
تدفقت الأموال على موردي المعدات ومراكز البيانات، ما جعل قطاع الرقائق المستفيد الأكبر من هذه الطفرة.
الخلاصة
بين حماس المستثمرين وتزايد التقييمات، يعيش قطاع الرقائق العالمية واحدة من أقوى موجات الصعود في تاريخه، بفضل الذكاء الاصطناعي الذي يغير قواعد اللعبة.
وبينما يرى البعض أن المخاوف من فقاعة قائمة، فإن التدفقات المالية الضخمة واتفاقيات الشركات الكبرى تدفع باتجاه استمرار الزخم على المدى القصير، لتظل أسهم التكنولوجيا في قلب المشهد الاستثماري العالمي.
اقرا ايضا:
كوريا الجنوبية تطلق خطة لمنافسة «OpenAI» و«جوجل» عبر نماذج ذكاء اصطناعي محلية
«إم جي إكس» الإماراتية تعتمد مشاريع استثمارية في الذكاء الاصطناعي أبرزها استثمار إضافي في «OpenAI»
