فنتيك جيت: مصطفى عيد
تتجه سيليكون فالي نحو إعادة تشكيل قطاع الدفاع الأمريكي، حيث ضخت رؤوس الأموال المغامرة ما يقرب من 70.1 مليار دولار منذ عام 2023 في شركات ناشئة مثل Anduril وNeros وSaronic Technologies، التي تطور تقنيات متقدمة كالمسيّرات الذكية والأسلحة الميكروية ومشروعات بناء السفن عالية التقنية.
غير أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لم تلتزم سوى بمنح 4 مليارات دولار فقط من العقود لهذه الشركات، ما يخلق فجوة كبيرة بين العرض والطلب، ويثير تساؤلات حاسمة حول استدامة هذا النموذج الاستثماري.
بناء مصانع ضخمة بوتيرة متسارعة
تسعى هذه الشركات إلى بناء مصانع ضخمة بوتيرة متسارعة لتلبية ما تعتقد أنه طلب حكومي قادم. فمثلاً، أنشأت Anduril مصنع Arsenal-1 بقيمة 2.5 مليار دولار لإنتاج 10 آلاف مسيّرة شهرياً، في حين تعمل Neros على توسيع قدراتها لدعم أوكرانيا رغم حصولها على طلبات أقل من طاقتها الإنتاجية المستهدفة.
ومع ذلك، لا تزال الشركات التقليدية مثل Lockheed Martin وNorthrop Grumman تهيمن على 99% من عقود الدفاع الفيدرالية، ما يجعل الشركات الناشئة تخوض سباقاً غير متكافئ وسط بيروقراطية البنتاغون الثقيلة.
بناء البنية التحتية قبل تأكيد الطلب
يشير مستثمرون إلى أن المخاطرة الكبرى تكمن في بناء البنية التحتية قبل تأكيد الطلب، وهو ما وصفه مستثمر في General Catalyst بـ”مأزق الدجاجة والبيضة”.
فعلى سبيل المثال، تستثمر Epirus Inc. نحو 50 مليون دولار في منشأة للأسلحة الميكروية بأوكلاهوما رغم عدم وضوح مستقبل العقود الحكومية. كما تعاني بعض الشركات من اختناقات في سلاسل الإمداد، مثل نقص المحركات الصاروخية في Neros.
رغم هذه التحديات، يرى محللون أن النجاح في تغيير نموذج المشتريات الدفاعية الأمريكي قد يفتح الباب أمام عقود بمليارات الدولارات على المدى الطويل.
بناء حوض بناء سفن ضخم
وتبرز Saronic Technologies كمثال لشركة واعدة بعد أن ضاعفت قوتها العاملة وبدأت ببناء حوض بناء سفن ضخم. غير أن المخاطر تبقى قائمة، إذ إن الفجوة الهائلة بين الاستثمارات الخاصة والعقود الفيدرالية قد تقود إلى فائض إنتاج لا يجد له طلباً.
وينصح المستثمرون باتباع استراتيجية متوازنة تشمل تنويع المحافظ بين الشركات الناشئة والمقاولين التقليديين، والتركيز على الشركات التي تمتلك إشارات واضحة للطلب الحكومي، ومتابعة التغيرات السياسية والتشريعية عن كثب.
إمكانية توسيع تطبيقات التكنولوجيا
كما ينبغي النظر في إمكانية توسيع تطبيقات التكنولوجيا لتشمل الأسواق التجارية، مثل استخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في اللوجستيات أو الطاقة.
تعيش صناعة الدفاع الأمريكية لحظة مفصلية، حيث تراهن سيليكون فالي على قدرتها على تجاوز بيروقراطية البنتاغون وإقناع المؤسسة العسكرية بأن الابتكار السريع يستحق الاستثمار. وبحسب تقرير NatSec100.
فإن العقود التحفيزية وإشارات الطلب الواضحة قد تفتح المجال أمام هذه الشركات لتشكيل مستقبل قطاع الدفاع. لكن النجاح لن يتحقق إلا إذا نجحت الولايات المتحدة في التحرك أسرع من خصومها، سواء في الابتكار أو التنفيذ.
اقرأ ايضا:
عاجل: فرست سيتيزنز بنك يستحوذ على سيليكون فالي
بنك سيليكون فالي الأمريكي يقدم طلبا رسميا للإفلاس
وزير المالية السعودي:أزمة سيليكون فالي تمثل درسا للمنظمين والمستثمرين والمؤسسات المالية
المجموعة المالية هيرميس: تعرض محدود للغاية لشركاتنا التابعة لبنك سيليكون فالي
