فينتك جيت: وكالات
توقعت وكالة رويترز أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Federal Reserve) على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه اليوم الأربعاء، وسط ضبابية متزايدة تحيط بمستقبل الاقتصاد الأمريكي بفعل أزمة الشرق الأوسط المتصاعدة ورسوم الاستيراد الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».
ومنذ أن حدد «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة المرجعي في نطاق 4.25%-4.50% في ديسمبر الماضي، بدأت التوقعات الاقتصادية تزداد غموضًا، لا سيما بعد عودة «ترامب» إلى البيت الأبيض في يناير وإعلانه بشكل سريع عن زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية على السلع المستوردة.
ورغم تأجيل تنفيذ الكثير من تلك الرسوم، فإنها ما زالت تمثل عامل قلق رئيسي لدى صُنّاع السياسات النقدية في البنك المركزي.
ويُفاقم من حدة المخاوف ارتفاع أسعار النفط، بعد الهجوم الذي شنّته إسرائيل الأسبوع الماضي على إيران، وما تلاه من تبادل إطلاق صواريخ بين الخصمين الإقليميين، في وقت تشير فيه بيانات سوق العمل ومبيعات التجزئة ومؤشرات أخرى إلى احتمالات تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وصرّح مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» في وقت سابق بأنهم بحاجة إلى وضوح أكبر بشأن المسار الاقتصادي، سواء كان ذلك نحو تضخم أعلى أو نمو أضعف، قبل تقديم توجيهات جديدة بشأن أسعار الفائدة. إلا أن الوضع الحالي يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال استمرار ارتفاع الأسعار بالتزامن مع تباطؤ التوظيف.
وكشف استطلاع أجرته «الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال» (NABE) يوم الاثنين أن توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 انخفضت إلى 1.3%، مقارنة بتقدير سابق بلغ 1.9% في أبريل، في حين يُتوقع أن تنهي معدلات التضخم العام عند 3.1%، أي نقطة مئوية أعلى من قراءة أبريل، وأعلى بكثير من هدف الفيدرالي البالغ 2%.
أما معدل البطالة، الذي بلغ 4.2% في مايو، فيُتوقع أن يرتفع تدريجيًا إلى 4.3% بنهاية العام، قبل أن يصل إلى 4.7% في أوائل 2026.
«الفيدرالي مشلول أمام غموض سياسات ترامب»
في ظل هذه التحديات المزدوجة المتعلقة بمستهدفي التضخم والتوظيف، ومع استمرار غموض توجهات إدارة ترامب، يرى المستثمرون أن «الاحتياطي الفيدرالي» سيبقى في موقعه الحالي لشهور، دون خفض إضافي لأسعار الفائدة قبل سبتمبر. يأتي ذلك في وقت يطالب فيه «ترامب» بتخفيض فوري لتكلفة الاقتراض.
وكان البنك المركزي قد خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2024.
وقال «داريو بيركنز»، الخبير الاقتصادي لدى مؤسسة «TS Lombard»، في تحليل له:
“يبدو أن الفيدرالي يفضل أن يُصاب بالشلل أمام حالة الغموض التي يخلقها ترامب. فصناع السياسة النقدية عادة ما يتسمون بالحذر، ومع وجود مخاطر على جانبي مهمتهم، فإنهم يفضلون الانتظار لرؤية ما ستكشفه الأشهر المقبلة… لكن الرئيس ليس سعيدًا بذلك”.
ومن المقرر أن يصدر «الاحتياطي الفيدرالي» بيانه السياسي اليوم في تمام الساعة 2 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1800 بتوقيت غرينتش)، إلى جانب التحديثات الخاصة بتوقعات صُنّاع السياسة للاقتصاد وأسعار الفائدة، وذلك بعد اختتام اجتماعه الذي استمر يومين، يعقبه مؤتمر صحفي لرئيس المجلس «جيروم باول» بنصف ساعة.
اقرأ ايضا:
«رويترز»: «البنوك المركزية الأجنبية» تقلص حيازاتها من «سندات الخزانة الأمريكية»
رويترز : الاحتياطي الفيدرالي يتجه لتثبيت أسعار الفائدة وسط غموض سياسات الرسوم الجمركية
