فنتيك جيت: أحمد منصور
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، عن توقيع عقد بقيمة 200 مليون دولار مع شركة OpenAI، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي توليدي تُستخدم في مهمات عسكرية وإدارية، في إطار مواجهة تحديات الأمن القومي.
وبحسب ما ورد في سجل العقود المنشور على موقع البنتاغون، فإن الاتفاق ينص على أن تقوم الشركة، ومقرها سان فرانسيسكو، بـ”تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة واختبارها في سياقات تتعلق بالقتال والإدارة العسكرية”.
ويعد هذا العقد أول شراكة حكومية رسمية ضمن مبادرة أطلقتها OpenAI حديثًا لدمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة العمل الحكومية.
ووفقًا للشركة، فإن التقنيات المستحدثة ستُستخدم لتحسين العمليات الإدارية، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية للعسكريين وتعزيز الدفاعات السيبرانية.
وأكدت OpenAI أن جميع التطبيقات العسكرية سيتم تطويرها وفقًا لإرشادات الاستخدام الأخلاقي الخاصة بها، والتي تقوم الشركة نفسها بوضعها وتحديثها دوريًا.
يأتي هذا التطور في سياق تزايد انخراط شركات التقنية الكبرى في تقديم خدماتها للجيش الأمريكي، إذ بدأت شركات مثل Meta وPalantir (المتخصصة أصلاً في الدفاع والتكنولوجيا الأمنية والتي أسسها الملياردير المحافظ بيتر ثيل) في تسويق أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للمؤسسات العسكرية والأمنية.
وفي وقت سابق، أعلنت OpenAI عن شراكة مع شركة Anduril Industries، وهي شركة تكنولوجيا دفاعية أسسها أيضًا بيتر ثيل، لتطوير حلول دفاعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تُستخدم في التصدي للطائرات المُسيّرة وأنظمة الطيران غير المأهولة.
وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، تعليقًا على التوجه الجديد: “نحن نبني الذكاء الاصطناعي لخدمة أكبر عدد ممكن من الناس، وندعم الجهود الأمريكية لضمان استخدام هذه التكنولوجيا بما يتماشى مع القيم الديمقراطية.”
يُنظر إلى هذا العقد كجزء من تحول استراتيجي كبير في علاقة الذكاء الاصطناعي بالمجال العسكري، وسط تساؤلات متزايدة حول حدود الاستخدام الأخلاقي للتقنيات المتقدمة، لا سيما مع دخول شركات ذات طابع مدني مثل OpenAI إلى ساحة الدفاع والأمن.
كما يُثير التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل المنظومة العسكرية الأمريكية مخاوف عدد من الخبراء والمراقبين بشأن الشفافية والمساءلة، خاصة في ظل احتفاظ الشركات المطورة بصلاحيات تقرير نطاق الاستخدام.
اقرا ايضا:
