كتب:محمد بدوي
اختتمت فعاليات اليوم الأول من «المؤتمر السنوي الثالث لإعادة الهيكلة المالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» بمجموعة من الرؤى والاستراتيجيات الهامة التي تم مناقشتها بمقر سوق أبوظبي العالمي(ADGM)، والتي حملت عنوان “من الضائقة إلى المرونة المالية: مفاتيح التحولات التجارية الناجحة”، حيث تناول التحديات الحاسمة التي يواجهها المختصين في إعادة الهيكلة المالية في ظل تزايد حالات الإعسار للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
انطلقت فعاليات المؤتمر بكلمة افتتاحية من الشريك المضيف سوق أبوظبي العالمي (ADGM) تلتها كلمة من لجنة الإفلاس بالمملكة العربية السعودية “إيســار”، وأعقب ذلك سلسلة من المناقشات المعمقة التي بدأت بحوار جانبي حول تطور أنظمة الإفلاس واللوائح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي أديرت من قبل شركة “هادف وشركاه للمحاماة” وشارك فيها كل من وزارة العدل الإماراتية، و”ديلويت آند سالم بالاما لتدقيق الحسابات”.
بدأت الجلسة الصباحية في أجواء نشطة للغاية مع حلقة نقاشية حصرية من الرؤساء التنفيذيين، انضم إليها جمال الكيشي، الرئيس التنفيذي في بنك دويتشه لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، واستضافها السفير عمر سيف غباش.
وعلى جانب آخر، قادت “أنكورا للاستشارات” حلقة نقاشية محورية حول وضع القروض المتعثرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستكشفة تأثير ارتفاع أسعار الفائدة المستمر، مع مشاركة أفضل الممارسات للحفاظ على محافظ الأصول الخاصة بصورة سليمة، تبع ذلك نقاش قوي حول إتقان عمليات إعادة الهيكلة المعقدة للشركات، أداره ريد سميث، حيث ناقش المشاركون استراتيجيات التفاوض على محافظ الديون التي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات وإدارة التعقيدات القانونية المتصلة بها.
وتضمنت الجلسات الصباحية أيضًا حلقة تفعالية حول إعادة الهيكلة المالية، مما وفر منصة لحل المشكلات في الوقت الفعلي مع خبراء مثل: بالاجي ناتاراجان، ومايك غرانت، وبرونو نافارو.
وشهدت الحلقة مناقشات مكثفة حول الفرص المتاحة في سوق مبيعات الديون المتعثرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي استضافتها شركة “وايت آند كيس”، وانضم إليها خبراء الصناعة من “إيه آند إم”، و”ساب”، و”دي كيه”، و”مجموعة التميمي”.
وتضمنت فترة الظهيرة سلسلة من المناقشات رفيعة المستوى التي تناولت التحديات الحرجة في إعادة الهيكلة المالية عبر مختلف القطاعات والاختصاصات القضائية ذات الصلة، حيث استكشفت إحدى الجلسات الرئيسية الدروس المستفادة من إعادة هيكلة مطار الملكة علياء الدولي، مقدمةً وجهة نظر المقرض حول التعامل مع تمويل البنية التحتية المعقدة وإعادة هيكلة الديون.
وفضلاً عن ذلك، تناولت إحدى الجلسات الأخرى عمليات إعادة هيكلة المرافق غير الممولة، مع التعمق في التحديات الرئيسية المتعلقة بالالتزامات غير الممولة، والضمانات المؤسسية، والديون غير المضمونة، حيث تبادل الخبراء رؤاهم حول الاستراتيجيات القانونية للتعامل مع مثل هذه الالتزامات وناقشوا الدور المتطور لأمناء الإفلاس ووكلاء الدائنين.
كما تناولت الجلسات عمليات إعادة الهيكلة المعقدة عبر الحدود مع فحص تعقيدات إدارة إعادة هيكلة الديون عبر ولايات قضائية متعددة، وتسليط الضوء على دور المتداولين في الديون والمشاركين في السوق الثانوية في حالات إعادة الهيكلة واسعة النطاق.
اختتم اليوم بكلمة ختامية ألقاها برونو نافارو، تحدث فيها عن الثروة المعرفية التي تمت مشاركتها والروح التعاونية التي سادت خلال المؤتمر.
وأعطت الأفكار التي تم اكتسابها باليوم الأول من المؤتمر أجواء دافعة للناقشات الجارية التي تهدف إلى تحويل الضغوط المالية إلى مرونة ونمو.
ويستمر “المؤتمر السنوي الثالث لإعادة الهيكلة المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” غدًا بمزيد من المناقشات المفيدة وفرص التواصل المثمرة بين المشاركين.
