المصدر:وكالات
رسخت دولة الإمارات مكانتها وجهة عالمية رائدة للعيش الفاخر، حيث نجحت في جذب الأفراد ذوي الثروات العالية والثروات الفائقة إلى سوق العقارات لديها، لتتبوأ الدولة موقعاً متميزاً والخيار الأول أمام الأثرياء في سوق العقارات الفاخرة وفقاً لتقرير حديث لـ«فوربس» نقلته صحيفة البيان الإماراتية.
وأشار التقرير إلى أن دبي بوجه خاص والإمارات عموماً اجتذبت اهتمام المستثمرين العالميين والأثرياء المهاجرين، بفضل العقارات الفاخرة، والمزايا الضريبية، والبنية التحتية المتطورة، كما أسهم الموقع الاستراتيجي للإمارات في الشرق الأوسط، في جذب حوالي 6700 مليونير جديد في 2024.
معايير الاستدامة
وسلّطت «فوربس» الضوء على أبرز الاتجاهات التي ستشكل حراك سوق العقارات في الإمارات خلال العام الجاري وما بعده، والدور الريادي للدولة في هذا المشهد، إذ تشكل الاستدامة المعيار الجديد للفخامة في العقارات، حيث يحرص المستثمرون على معرفة الأثر البيئي للعقارات التي يستثمرون فيها، مما جعل المبادرات الصديقة للبيئة عنصراً أساسياً في مشاريع التطوير العقاري الفاخر.
وفي إطار استراتيجية الإمارات الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إلى جانب تنامي الطلب في السوق، اكتسبت العقارات المستدامة قيمة مضافة، وتتميز هذه العقارات باستخدام مواد بناء مستدامة، وتقنيات الطاقة المتجددة، وحلول مبتكرة لإدارة النفايات. وتسير شركات التطوير العقاري في الإمارات بخطوات متسارعة نحو الالتزام بمشاريع مستدامة، مثل ناطحات السحاب الموفرة للطاقة والمجتمعات البيئية المتكاملة، كـ«وصل 1» و«خور دبي»، التي تعتمد على الأسطح الخضراء، والتقنيات الشمسية، وأنظمة متطورة لتوفير المياه.
المنازل الذكية
لم تعد الابتكارات مقتصرة على الاستدامة، إذ تلعب التكنولوجيا دوراً محورياً في إعادة تعريف توقعات الأثرياء من منازلهم، فالراحة والسهولة أصبحتا من الأسس الرئيسية للرفاهية، حيث تقود المنازل الذكية المزودة بأنظمة الذكاء الاصطناعي هذا التحول المميز.
ويُنتظر أن تتيح هذه المنازل لأصحابها التحكم في الإضاءة، ودرجة الحرارة، والترفيه، والأمن بسهولة تامة عبر الأوامر الصوتية أو الأجهزة الذكية المحمولة، ومع حلول عام 2025، من المتوقع أن تشهد هذه التقنيات مزيداً من التطور والابتكار.
وتوفر تقنيات الذكاء الاصطناعي للمنازل القدرة على التنبؤ باحتياجات السكان دون الحاجة إلى تدخل مباشر، وذلك من خلال الصيانة التنبؤية، وضبط المناخ بشكل تلقائي، وإدارة المخزون المنزلي بكفاءة. كما تسهم أنظمة الدخول والخروج البيومترية والمراقبة المستمرة في تعزيز مستويات الأمان بشكل غير مسبوق، مما يرفع من معايير الراحة والأمان في هذه المنازل المستقبلية.
مواقع أيقونية
وأكد تقرير «فوربس» أن المشاريع العقارية المبتكرة في مواقع مرغوبة لطالما شكّلت جوهر جاذبية الإمارات، فمن البنتهاوس الفاخرة في وسط مدينة دبي إلى الأحياء الخضراء في «دبي هيلز» وعقارات «نخلة جميرا»، تُجسد هذه المواقع أرقى معايير العيش الفاخر. أما المشاريع المستقبلية، التي يجري تطويرها بالتعاون مع معماريين عالميين وعلامات تجارية رائدة، فستسهم في تعزيز هذا الاتجاه، ومن بينها مشروع «إيوا» المبتكر على قناة دبي المائية في «بيزنس باي»، بالإضافة إلى مشروع «وين جزيرة المرجان» في رأس الخيمة بتكلفة 3.9 مليارات دولار، الذي يمزج بين أماكن المعيشة والترفيه مع مرافق عالمية المستوى.
فرص استثمارية
وشددت «فوربس» على أن جاذبية العقارات الفاخرة في الإمارات لا تقتصر على كونها توفر منازل مثالية في مواقع عالمية، بل تشمل أيضاً مزايا استثمارية، حيث تقدم الحكومة الإماراتية سياسات مشجعة، مثل منح الإقامة طويلة الأجل للمستثمرين العقاريين ذوي الثروات العالية، من خلال برامج مثل التأشيرة الذهبية، كما يُعتبر السوق العقاري في المنطقة استثماراً مستقراً بعوائد مرتفعة، مع فرصة الاستفادة من سوق ثانوية متنامية.
ووفقاً لتقرير «نايت فرانك» للثروات لعام 2023، جاءت دبي كثاني أكثر الوجهات جذباً للاستثمارات السكنية عالمياً بعد المملكة المتحدة، متفوقة على الولايات المتحدة وفرنسا وسويسرا.
كما أشار تقرير «بيوت» السنوي لسوق العقارات 2023 إلى ارتفاع معدلات الإيجارات في رأس الخيمة بنسبة 9.37% للفيلات و10.5% للشقق، بينما ارتفعت أسعار البيع بنسبة 3.55% و8.5% على التوالي.
ومع عائدات إيجارية إجمالية تتراوح بين 6 و10% في دبي، مقارنةً بأقل من 5% في لندن أو نيويورك، يُتوقع استمرار هذا الاتجاه التصاعدي، ما يعزز الاستثمار المستمر والهجرة إلى الإمارات.
مساكن العلامات التجارية
ويشهد قطاع التطوير العقاري في الإمارات توجهاً متزايداً نحو إنشاء المساكن ذات العلامات التجارية، ففي دبي وحدها أسهمت الشراكات مع علامات مرموقة في تحقيق مبيعات تجاوزت 25 مليار درهم في عام 2022، بزيادة بلغت 80% مقارنة بالعام السابق، مع إضافة أكثر من 2000 وحدة جديدة في عام 2023.
وتشكل المساكن ذات العلامات التجارية استراتيجية نمو رئيسية في رأس الخيمة، حيث تشمل التطويرات المستقبلية تعاوناً مع «والدورف أستوريا»، و«أستون مارتن»، و«تونينو لامبورغيني»، وغيرها، لإضافة أكثر من 5000 وحدة بين عامي 2026 و2029.
نظرة مستقبلية
وقدّم تقرير «فوربس» لمحة عن توقعات سوق العقارات لـ2025، والتي تشير إلى استمرار تطور هذا القطاع بعد عام 2025، مع بروز اتجاهات جديدة مثل التكنولوجيا المتكاملة بالذكاء الاصطناعي، وتجارب المشاهدة الافتراضية للعقارات، والملكية الجزئية، والمساحات المشتركة للسكن.
وتتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي لشركات العقارات تحليل البيانات والرؤى لاتخاذ قرارات استراتيجية تزيد من عوائد الاستثمار لكل مشروع.
كما توفر تقنيات الواقع الافتراضي والنُسخ الرقمية للمستثمرين العالميين فرصة استكشاف كل جوانب العقارات عن بُعد، بدءاً من التصميم المعماري وصولاً إلى اللمسات النهائية.
