كتب: محمد بدوي
أشارت أحدث توقعات شركة جارتنر إلى أن إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2025 سيصل إلى 230.7 مليار دولار أمريكي بزيادة بنسبة 7.4% عن العام الماضي 2024.
وقالت ميريام بيرت، نائب الرئيس التنفيذي للتحليلات لدى “جارتنر”: “تستثمر الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بكثافة بهدف ترسيخ مكانة المنطقة كمركز رائد للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي مدعوم بأمن إلكتروني ومنصات سحابية راسخة توفر بنى تحتية قابلة للتطوير. وتقوم المؤسسات المحلية بضخ استثمارات أكبر في البحث والتطوير من أجل إنشاء نماذج أعمال جديدة وتحسين تجربة العملاء وبناء قوى عاملة ماهرة تتمتع بمزايا تنافسية على الصعيد العالمي، وهي جميعها أمور تعزز من الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في المنطقة”.
وسيسلط المحللون لدى جارتنر الضوء على التوجهات التي تؤثر على سوق تكنولوجيا المعلومات وذلك خلال مؤتمر جارتنر للرؤساء التنفيذيين لشؤون المعلومات والتنفيذيين في قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي تنعقد فعالياته حتى يوم الخميس.
الذكاء الاصطناعي والسحابة يعززان إنفاق أنظمة مراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2025
ستواصل أنظمة مراكز البيانات في كونها الفئة الأبرز ذات أعلى مستويات النمو السنوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك بنسبة 14.9% في عام 2025 (انظر الشكل 1).
الجدول 1. توقعات إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تكنولوجيا المعلومات، 2024-2025 (الأرقام بملايين الدولارات الأمريكية)
وأضافت بيرت: “من المتوقع أن يقوم الرؤساء التنفيذيون لشؤون المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2025 بزيادة إنفاقهم على تقنيات مراكز البيانات من أجل مواكبة مستويات الاعتماد المتنامية للذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية، وزيادة قدرات استخدام تخزين ومعالجة البيانات. بالإضافة إلى ذلك، يقوم عدد من كبار مزودي الخدمات السحابية في المنطقة بالاستثمار في أنظمة مراكز البيانات من أجل توفير بنى تحتية سحابية مستدامة وقابلة للتطوير وتشتمل على الذكاء الاصطناعي ما يعزز النمو الذي يشهده هذا القطاع”.
تحول استراتيجي في استثمارات الرؤساء التنفيذيين لشؤون المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الذكاء الاصطناعي التوليدي في عام 2025
من المتوقع أن يشهد الإنفاق على البرمجيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زيادة بنسبة 13.7% في عام 2025 مدعوماً بزيادة استثمارات الرؤساء التنفيذيين لشؤون المعلومات في التطبيقات المعززة بالذكاء الاصطناعي التوليدي. وأوضحت بيرت قائلة: “يقوم الرؤساء التنفيذيون لشؤون المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبهدف تحسين أماكن العمل الرقمية وتجربة العملاء وجودة المنتجات والخدمات، بزيادة الإنفاق على القدرات المجتمعة لكل من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والخدمات السحابية وبرمجيات الأمن الإلكتروني لضمان تسريع الابتكار الآمن بما يضمن تحقيق مزايا تنافسية”.
وسيعتمد الرؤساء التنفيذيون لشؤون المعلومات مع بداية عام 2025 مقاربة مركزة أكثر بخصوص مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي، والاستفادة من الخبرات التي اكتسبوها من مشاريعهم التجريبية. ويأتي هذا التحول نتيجة للدروس المستفادة والفهم الأعمق للتعقيدات ذات الصلة.
من جهته قال إياد طاشوالي، المدير الاستشاري الأول لدى “جارتنر”: “أدت المشاريع التجريبية والاختبارات التي تمت إلى تهدئة الضجة التي أثيرت حول الذكاء الاصطناعي التوليدي وذلك بالتزامن مع إدراك الرؤساء التنفيذيين لشؤون المعلومات للتحديات المرتبطة بالبيانات والتكلفة مقارنة بالقيمة المحققة من مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي التجريبية هذه. وسيتوجب على الرؤساء التنفيذيين لشؤون التكنولوجيا بهدف تجاوز هذه التحديات أن يعتمدوا نهجاً قائماً على المحافظ المتنوعة في ما يخص حالات الاستخدام وبما يتماشى مع الأولويات التجارية، والاستثمار في المعارف المتعلقة بالبيانات والذكاء الاصطناعي والتي تركز على ’الفعل‘ بالقدر نفسه الذي تركز فيه على ’المعرفة‘ وذلك من أجل تحقيق قيمة ملموسة من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي التوليدي”.
وتعتمد منهجية “جارتنر” في توقّعات الإنفاق على تقنية المعلومات إلى حد كبير على التحليل الدقيق لنتائج المبيعات من قبل أكثر من ألف شركة تزويد مجموعة واسعة من منتجات وخدمات تقنية المعلومات. وتستخدم “جارتنر” تقنيات البحث الأولية، كما تُكمّلها بموارد ثانوية للبحث، بهدف بناء قاعدة بيانات شاملة لبيانات الأسواق التي ترصد توقّعاتها لها.
وتوفّر تحليلات “جارتنر” الفصلية لتوقّعات الإنفاق على تقنية المعلومات تصوراً مدروساً حول مستقبل الإنفاق على تقنية المعلومات تشمل المعدات، والبرمجيات، وخدمات تقنية المعلومات، وقطاعات الاتصالات. وتساعد هذه التقارير عملاء “جارتنر” على إدراك حجم الفرص والتحديات في الأسواق.
